Find Us OIn Facebook



لا يزال عناصر الفصائل السورية المدعومة من تركيا مجبرين على البقاء في ليبيا على الرغم من تزايد أعداد الضحايا والمصابين في صفوفهم وسط تعتيم إعلامي حيال أعداد الضحايا ومصير الباقين من قبل السلطات التركية والفصائل السورية في شمال غربي سوريا.
وقال محمد فاتح (اسم مستعار)، وهو من بين العناصر الذين وصلوا حديثاً إلى ليبيا، إن بداية رحلته مع رفاقه كانت من داخل الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة تركيا شمالي البلاد، "بعد دخولنا الأراضي التركية عن طريق مدينة إعزاز، توجهنا إلى مدينة عينتاب التركية ومن ثم للعاصمة أنقرة، نقلتنا بعدها طائرة تابعة للخطوط  الجوية الليبية لمطار طرابلس".
وأضاف "أعيل بالإضافة إلى أبنائي، أسرة أخي الذي قتل في معارك مع النظام في الغوطة الشرقية عام 2017 ".

وقال فاتح إنه تلقى "/300/ دولار أمريكي عن أول شهر، فيما تم تحويل مبلغ  /6000/ ليرة تركية (حوالي /990/ دولار أمريكي) لعائلته في سوريا".
وقال إن دفعات من المقاتلين السوريين الذين سبقوا دفعته، "كانوا يخوضون معارك شرسة مع قوات حفتر خلال الفترة الماضية، في حين تقتصر مهمتهم هذه الأيام على "حراسة وحماية القواعد العسكرية التركية"، مشيراً إلى أنه "يوجد العشرات من المصابين في مشفى طرابلس الوطني، بينهم إصابات خطرة وآخرون بترت أطرافهم".
وأكد أبو عبدو أيضاً أن مهمتهم الحالية هي حماية القواعد التركية بالقرب من مصراتة من أي هجوم، لكنهم يقومون كذلك "بهجمات على قوات حفتر بحسب التعليمات التي تعطى من غرفة العمليات المشتركة للقيادات العسكرية التركية".
وأضاف، "مدة البقاء في ليبيا ستكون ستة أشهر، بحسب ما تم تبليغنا من قبل مسؤولي الفصائل".
وزاد المصدر نفسه أنه شاهد قرابة عشرين جثة في إدارة معبر باب السلامة الحدودي في مدينة إعزاز، في التاسع من شباط/ فبراير، كانت قد وصلت من ليبيا وهي لقتلى من الفصائل السورية في المعارك الدائرة هناك.
 كما كشف مختار أن بلدة جرجناز استقبلت جثة عنصر من فصيل "صقور الشام" كان قد قتل في ليبيا، وجرى نقل جثته إلى شمالي سوريا ليتم دفنه بسرية في البلدة الخاضعة حالياً لسيطرة القوات الحكومية السورية.
 



وروى عناصر من الفصائل، موجودون في ليبيا لـ "نورث برس"، تجربتهم بعد نقلهم خلال الأشهر الأخيرة إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة "الوفاق" برئاسة فائز السراج، في مواجهة قوات خليفة حفتر.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  قد أقر، في /22/ شباط/ فبراير الفائت خلال مشاركته في مراسم تدشين طريق بري في ولاية أزمير، بوجود عناصر من الجيش التركي والفصائل التابعة له في ليبيا للقتال ضد "الجيش الوطني الليبي" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ووجود قتلى في صفوفهم.

حشد العناصر

وكشف مختار (اسم مستعار)، وهو أحد عناصر فرقة "السلطان مراد"، الذين ذهبوا إلى ليبيا في حين  تقيم عائلته في مدينة عفرين شمال غربي سوريا،  لـ"نورث برس"، أن المخابرات التركية طلبت من فهيم عيسى، قائد فرقة "السلطان مراد" تجنيد عناصر من خارج ملاك الفرقة، "كما سمحت له بافتتاح مكاتب داخل الأراضي التركية من أجل تجنيد الشباب السوري داخل الأراضي التركية".

وأضاف مختار أن القوات التركية طلبت من "فيلق الشام" إرسال دفعات من مقاتليه إلى ليبيا، في حين تقوم فرقة "السلطان مراد" بتنسيق الأمور بالداخل السوري حيث تعتبر المخابرات التركية (الميت) فصيل السلطان مراد حليفها الأول، كونه يضم مجموعات كبيرة من التركمان السوريين طبقاً لمختار.


و كشف أنهم كانوا قرابة مئة مقاتل من فصيل "لواء السلطان محمد الفاتح" في دفعة توجهت خلال شباط/ فبراير إلى ليبيا.

وكان فصيلا "المعتصم" و"الحمزة" قد أرسلا  أيضاً عدداً من المقاتلين خلال شباط/ فبراير الفائت للأراضي الليبية، بالإضافة إلى توظيف وسطاء مدنيين في جنديرس بريف عفرين من أجل تجنيد الشباب من الداخل السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية "طرابلس" بلغت حتى الآن نحو /4750/، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو /1900/ مجند، بحسب المرصد.

مغريات تركية

رأى محمد فاتح، أن المبالغ الكبيرة التي عرضت على المقاتلين هي "السبب الأول" لتوجههم إلى ليبيا، "لعل أطفالي ينعمون بالعيش بعد الوضع المزري الذي عانينا منه"، بالإضافة إلى أن "المعاملة السيئة التي كنا نحظى بها والفشل العسكري الذي منينا به في سوريا، كانا أيضاً من الأسباب التي دفعتني للخروج".
 
ولدى وصولهم إلى القاعدة التركية في مصراتة، "تم تسليم 100 دولار أمريكي لكلّ مقاتل كدفعة أولى"، بحسب فاتح، كما لاحظ ورفاقه أنهم "يمتازون ويعاملون من قبل الحكومة الليبية كمعاملة الجنود الأتراك". في إشارة منه لعدم تلقيهم المعاملة نفسها في تركيا والمناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا.


لكنه أضاف "هناك عشرات المقاتلين لم يتلقوا أي مبلغ مالي بسبب سرقة مستحقاتهم من قبل قادة فصيلي "العمشات" و"السلطان مراد" وبعض عناصر "فرقة الحمزة".

وقال أبو عبدو (اسم مستعار)، وهو عنصر آخر من فصيل "السلطان مراد" ومتواجد حالياً في ليبيا أيضاً ، إن خيار السفر "لم يكن إلا لتحسين أحوالي المعيشية المادية بعد أن ضاقت بي السبل، بسبب قطع قيادة الأركان في الجيش الوطني الرواتب قبل خطة ليبيا بشهرين، بالتزامن مع التضييق على العناصر من أجل إرضاخهم وإقناعهم بفكرة السفر لمساندة الجيش التركي".

وذكر أيضاً أنهم تلقوا وعوداً من الحكومة التركية بأن "كل قتيل في ليبيا سيحصل لكل من زوجاته وأطفاله على الجنسية التركية"، إضافة لمبلغ مالي، لم يحدده، وتأمين منزل لهم في تركيا، وفي حال لم يكن المقاتل متزوجاً فسيحصل أهله على المستحقات التي وعدت بها الحكومة التركية.

حراسة وهجمات

وأوضح محمد فاتح ، إنهم "يبعدون حالياً قرابة كيلومترين من شاطئ البحر ومهمتهم هي حماية القاعدة العسكرية التركية التي يتمركزون داخلها"، في حين تتكفل الحكومة الليبية بتأمين كافة احتياجاتهم من ملبس ومأكل وسجائر.




عودة الجثث

وشاهد مراسل "نورث برس" في عفرين دفن بعض القتلى الذين جرى نقل رفاتهم من ليبيا في مقبرة "الزيدية" بالمدينة.

وقالت مصادر محلية في المنطقة إن عدداً من قتلى العناصر دفنوا في مقابر في بلدة جنديرس ومدينة مارع في ريف حلب الشمالي، فيما وصل في /24/ شباط/ فبراير قرابة عشرة قتلى من فيلق الشام وصقور الشام، تم دفنهم في إدلب وجبل الزاوية، بحسب مصدر من فيلق الشام.
وشيع مهجرو مدينة زملكا، الموجودون في عفرين، خلال شباط/ فبراير الفائت، أحمد الملي، قتل خلال المعارك الدائرة في مصراته، وهو من عناصر جيش الإسلام، بحسب مصدر من سكان عفرين.



وقال أبو عبدو إن فرقة "السلطان مراد" هي "أكثر فصيل قام بإرسال المقاتلين، وكان معظم الضحايا من ضمن صفوفه وصفوف لواء سليمان شاه بقيادة أبو عمشة".
وكانت وكالة الأناضول التركية قد نقلت، في شباط/ فبراير الفائت، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله، " ذهبنا إلى هناك مع مجموعات من الجيش الوطني السوري المعارض (....)، طبعاً هناك عدد من الشهداء لكننا أوقعنا المئات مقابل هؤلاء"

فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد الماضي، /117/ قتيلاً من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، جراء العمليات العسكرية في طرابلس، مشيراً إلى أن "معظم هؤلاء ينتمون لأقلية التركمان في سوريا و الموالية للرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، والذي قدّم لهم عبر استخباراته وعوداً بالجنسية التركية والأموال القطرية".

نورث برس

Post a Comment

أحدث أقدم