Find Us OIn Facebook


تستمر تهديدات الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سورية. وتستهدف فيها جميع المكونات السورية بذريعة إقامة ما يسمى بـ "المنطقة الآمنة" بعمق 32 كم.
 وقد قدمت إدارة شمال وشرق سوريا بعض الشروط بخصوص "المنطقة الآمنة" وهي كالتالي: أن تكون المنطقة الآمنة بعمق 5كم على الحدود بالأكثر وخارج المدن وليست تحت سيطرة الدولة التركية.
 كما ذكرت الإدارة الذاتية، بإمكان القوات التركية الخروج بدوريات مشتركة مع دوريات قوات التحالف على الحدود وفي المناطق الخالية.
 وتم النقاش على هذا المقترح من قبل الجهات المعنية، وفي حال تطبيق هذا الشرط يجب تطبيق عودة أهالي عفرين الذين أُخرجوا قسراً إلى مناطقهم.

إحصائيات المدن الحدودية "المنطقة الآمنة"
يعيش في شمال وشرق سوريا الكرد والعرب والسريان والإيزيديين والتركمان والأرمن والشركس والشيشان.
 ويقصد بشمال شرق سوريا إقليما الجزيرة والفرات، وإقليم الجزيرة يتكون من مقاطعتي قامشلو والحسكة، أما إقليم الفرات فيتكون من مقاطعتي كوباني وتل أبيض "كري سبي".
 والمدن الواقعة على الشريط الحدودي للمنطقة الآمنة التي يجري التباحث حولها هي كوباني وكري سبي وسري كانية والدرباسية وعامودا وقامشلو وتربسبية وديرك.

ممارسات الدولة التركية من عام 2011 وحتى عام 2019 على الحدود
تزداد انتهاكات الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا يوماً بعد آخر، وتحاول من خلال هذه الممارسات شرعنة ما يسمى بالمنطقة الآمنة بوسائل عديدة.

والسؤال من يحتاج إلى منطقة آمنة في هذه المرحلة؟
إن جرائم الدولة التركية منذ عام 2011 وحتى الآن وفق إحصائيات منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة والتي تمكنت المنظمة من توثيقها (عدا عن ممارساتها في عفرين) كالتالي:
 مقتل 223 شخصاً، سرقة أعضاء 3 أشخاص, اغتصاب العشرات من النساء واختطافهن، إصابة 332 شخصاً، تعرض 15 شخصاً للتعذيب، إلى جانب ذلك منع أهالي 129 قرية حدودية من زرع وجني محاصيلهم الموسمية بمساحة أرض تقارب 27.633.1 دونماً. وفي هذا السياق،
أجابت عضوة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، نوروز أحمد على أسئلة ANHA فيما يتعلق بتهديدات الدولة التركية والحشد العسكري التركي على حدود شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة.

كيف بدأ تداول "المنطقة الآمنة"؟ 
لم نتناول في يوم من الأيام موضوعاً بخصوص المنطقة الآمنة، لأن مناطقنا آمنة بطبيعتها، ولكن بعد هزيمة داعش أرادت بعض القوى السيطرة على المنطقة، لكن هذه القوى لم تُفلح في تحقيق أهدافها. لقد كانت لنا علاقات مع بعض دول الجوار مثل تركيا حتى وإن لم تكن رسمية لكنها على مستوى رفيع.
 الدولة التركية خير من يعلم بأننا لم نهاجم حدودها أبداً، ولم يكن لدينا أية محاولات في تشكيل خطر على سياسة الدولة التركية، لكن حدة التهديدات الدولة التركية ازدادت في الفترة الأخيرة.
 وعلى حد تعبير قياداتها "فكيفما حصل الكرد على دور في باشور كردستان، فإنهم سيحصلون عليه هنا أيضاً، ولكن لن نسمح بذلك أبداً على حدودنا".
 إن هذا هو الهدف الحقيقي للدولة التركية من هذه التهديدات.

كيف صارت المنطقة الآمنة على جدول النقاشات؟
لا نهدف إلى الهجوم على الدولة التركية، ونعمل على صد الهجمات ضد شعبنا في الداخل، ولكن الدولة التركية تذكر دوما بأنها لا تريد مثل هذه القوة على حدودها. المنطقة الآمنة صارت على جدول النقاشات مع التهديدات التركية.
 ونحن كقوات الحماية وكشعب هذه المنطقة نقول إن منطقتنا من أكثر المناطق أمناً، شعبنا يعيش بأمان، يعيش بهويته وإرادته الحرة. وإضافة إلى ذلك هناك أعداد كبيرة من النازحين يعيشون في مناطقنا.

ماذا تريد تركيا من وراء تحقيق المنطقة الآمنة؟ 
نذكر ذلك وبشفافية، لا نريد استمرار الحرب على أرضنا, والذرائع التي تطرحها الدولة التركية باستطاعتنا حلها بالحوار.
 الدولة التركية تحتل أرض دولة أخرى أمام أنظار العالم، وضع الباب وجرابلس وعزاز وإدلب وعفرين واضح للعالم.
والآن تريد الدولة التركية احتلال شمال وشرق سوريا مثل هذه المناطق.
 إن مناطقنا آمنة، ولكننا منفتحين أمام منطقة آمنة أيضاً، ولا نريد أن يواجه شعبنا حروباً جديدةً أخرى، وبقدر المستطاع نريد التوصل إلى نتيجة مع هذه القوى، يعني أن نكون راضين مع إزالة الأسباب وما تتذرع به الدولة التركية.

هل تقبلون بإشراف تركيا على المنطقة الآمنة؟
بإمكاننا تشكيل قوات حماية الحدود وضمان عدم حدوث أي هجوم من جانبنا، لكن الدولة التركية تمنع أهالي هذه المنطقة من حماية أنفسهم، ولا نقبل بحماية قوة خارجية لهذه المنطقة.
على الجميع أن يعلم بأنه لا يمكن بقاء الدولة التركية في المنطقة، لأن الدولة التركية عندما تحتل منطقة لا تخرج منها، وإنما تبقى دائمة فيها.
فقد قتلت من شعبنا الكثير، ولا يمكن لهذا الشعب القبول بالدولة التركية في هذه المنطقة.

ما هو الهدف من احتلال أراضي شمال وشرق سوريا بعمق 32 كم؟ 
إن الدولة التركية تخطط عبر علاقاتها مع بعض القوى والنظام السوري بفرض 32 كم.
وحسب المخطط سيكون 32 كم تحت سيطرة الدولة التركية. وستدخل قوى أخرى في جنوب سوريا.
وبهذا يريدون تقسيم المنطقة فيما بينهم، والقضاء على كافة الانجازات والمكتسبات التي تحققت بالتضحيات العظيمة لأبناء المنطقة.

هل لهجمات مرتزقة داعش علاقة مع تهديدات الدولة التركية؟
تزداد حدة هجمات مرتزقة داعش مع ازدياد تهديدات الدولة التركية في المنطقة, وظهر ذلك واضحاً في الآونة الأخيرة.
وهذا يدل على أن هدف الدولة التركية هو إعادة إحياء مرتزقة داعش والسيطرة على المنطقة وخلق التوتر وعدم الاستقرار.
وقد ذكرت عوائل داعش في المعسكرات الموجودين فيها بأنهم سينشطون مجدداً.
وبحسب المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها بأن الخلايا النائمة ذكروا" سننتقم وسنعود قريباً" وهذا خطر كبير ليس على المنطقة فحسب بل على العالم أيضاً. استطعنا أن نُحجّم خطر داعش باعتقالهم، ولكن في الحقيقة يصعب علينا أيضاً هذا الوضع فهناك حاجة لمحاكمة الدولية لهؤلاء المرتزقة.
 التقيتم مع قائد المنطقة الوسطى للقيادة المركزية للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط كينيث ماكينيزي ومبعوث التحالف الدولي ضد داعش ويليام روباك. على أي مستوى كان الحوار بينكم، وكيف كانت النتيجة؟ ناقشنا مع القياديين الأمريكيين التهديدات التركية، شروطنا بخصوص "المنطقة الآمنة" واتباع سُبُل الحوار لأجل الحل والخلايا النائمة لداعش.
تركز موقف الجانب الأمريكي على إيجاد سُبُل حل مشتركة من دون دخول المنطقة بالحرب. إن موقف الدولة التركية يعيق الحل، حتى وإن لم تصل المحادثات الأخيرة إلى نتيجة ولكنها مستمرة.
 بلا شك نريد الوصول إلى نتيجة، ولكن بشرط أن يتقبلها شعب منطقتنا، إن موقف شعبنا في شمال وشرق سوريا موقف يستوجب التقدير والاحترام، فالشعب على دراية تامة بأن الهدف من هذه التهديدات ليس الكرد فحسب بل الهدف هو القضاء على تآخي شعوب المنطقة التي تقوى يوماً بعد آخر.
 لقد حققنا منجزات عظيمة بفضل مساندة ودعم شعبنا في المراحل الصعبة والحرجة، وسنعمل على حماية مناطقنا مع شعبنا ميدانياً، لأن شعبنا يعلم بأنه لا يستطيع أن يعيش على أرض أخرى غير أرضه، وسنعمل لحمايته من هجمات الدولة التركية.
نحن منفتحون للحوار، وندعم محاولات الحل، ولكن لو تطلب الأمر فنحن مستعدون للمقاومة في كل مكان.
 الإعلام التركي يتداول كثيراً عودة النازحين السوريين في الآونة الأخيرة, وقبل احتلال عفرين أيضاً كانت الدولة التركية تتقدم بهذه الذرائع الواهية.
 ما هو سبب هذا التداول في هذه المرحلة؟ لكي تشرعن الدولة التركية هجماتها على المنطقة تتذرع بوضع النازحين علناً, ولكن الشعب لم ينزح إلى تركيا بل يعيش على أرضه. هناك عدد كبير ممن كانوا متواطئين مع داعش ويعملون لصالح تركيا هربوا إليها.
عندما حررنا كري سبي" تل أبيض" هربت بعض المجموعات الصغيرة مع الجيش الحر إلى تركيا.
 ولا يمكن للدولة التركية أن تتخذ من عودة هؤلاء كذريعة بأنهم نزحوا من أرضهم وعليهم العودة. فالدولة التركية تريد أن تتخذ من ذلك أرضية لهجماتها وشرعنتها تحت هذا الستار، ولكنها لن تستطيع ذلك.

كيف ستكون استراتيجيتكم لرد أي هجوم مُحتمل؟ 
ستتغير توازنات المنطقة عموماً مع أي هجوم قد يحدث، فإذا لم تختار الدولة التركية طريق الحوار للحل، سنكون على استعداد للحرب، وفي حال الهجوم على أية منطقة، فلن يكون هذا الهجوم محدوداً بهذه المنطقة فحسب، بل سيتحول الشريط الحدودي الطويل مع الدولة التركية إلى منطقة حرب.
فما قامت به الدولة التركية في عفرين تريد تكراره في المناطق الأخرى شيئاً فشيئاً.
بالطبع ستُشكل الحرب مخاطر كبيرة بالنسبة للشعب، فهناك الملايين من المدنيين ومن مكونات مختلفة يعيشون على هذه الأرض.
وستُغير هذه الحرب توازنات المنطقة برمتها. هناك قوى مختلفة في سوريا وحتى النظام السوري سيحاول استعادة سيطرته على المنطقة، وكذلك هناك قوى إيرانية ومجموعات مرتزقة وداعش مازالوا يشكلون خطراً كبيراً على المنطقة.
ولو وقعت حرب بهذا الشكل سيستفيد مرتزقة داعش وسيستمرون بممارسة إرهابهم، كما أن هناك الآلاف من النازحين في المخيمات، وستشكل هذه الحرب خطراً كبيراً على حياتهم.
إلى جانب ذلك هناك المعتقلين من مرتزقة داعش وخاصة من تم اعتقالهم في حملة دير الزور. ومن المحتمل إن هاجمت تركيا ستُخلّص هؤلاء المرتزقة من المعتقلات لتنظمهم من جديد.

هل لكم لقاءات مع النظام السوري بخصوص تهديدات الدولة التركية؟ 
أجرينا بعض اللقاءات مع النظام السوري في السابق، ولكنه يريد السيطرة على المناطق كافةً وكأن شيئاً لم يحدث وحتى فرض شروطه. فالنظام السوري يحاول أن يتهمنا بالتعاون مع القوى الخارجية وكأننا نحن من أتينا بالقوى الخارجية إلى الأراضي السورية. هذا ليس صحيحاً.
فحتى النظام السوري يعرف جيداً بأننا لم نجلب القوى الخارجية إلى مناطقنا، والوضع الحالي ناجم من ما مرت به المنطقة.
 وفي الحقيقة فإن ذهنية النظام السوري كانت السبب في دخول القوى الخارجية إلى الأراضي السورية. فقد أعلن النظام أحياناً بمواقفه عبر تصريحات إعلامية ضد تهديدات الدولة التركية، ولكن الذهنية لم تتغير تجاه شعوب المنطقة.
 نُصّر على إجراء اللقاءات لتغيير ذهنية الإنكار والتصفية. إن هذه الهجمات تُشكّل خطراً على النظام السوري أيضاً، لأنه وفي النتيجة سيحتل جزءاً من الأراضي السورية، فعندما تهاجم تركيا لن يستطيع النظام المناقشة أو حل المسألة بعدها، بل سيتأزم الوضع ويتشابك. بإيجاز، كان لنا بعض اللقاءات مع النظام السوري ولكن للأسف لم نخرج بنتيجة.

ANHA

Post a Comment

أحدث أقدم